الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
إهمال المدرس أوراق إجابة الطلاب والتي تتضمن أسماء الطلاب وكثير من أسماء الله في صناديق غير نظيفة
س 32: وسئل -حفظه الله- في نهاية كل فصل دراسي تبقى مع المدرس أوراق إجابة الطلاب في المواد التي يدرسها حصيلة ثلاثة أشهر أو شهرين، وتحتوى هذه الأوراق على أسماء الطلاب وإجابتهم على الأسئلة المقدمة من المدرس في المقرر الذي يدرسه، وقلما تخلوا الأوراق من ذكر أسماء الله وصفاته، أو آيات من القرآن الكريم أو أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- ثم نجد بعض المدرسين يتساهل في هذه الأوراق ولا يلقي لها بالًا، فيرميها في صندوق الزبالة أو في أماكن متسخة، فهل يأثم المدرس في ذلك؟
سؤال> فأجاب: يجب على كل مسلم أن يحترم أسماء الله -تعالى- وأن يحرص على رفعها وتعظيمها، وكذا كل ما فيه ذكر الله -تعالى- أو بعض آيات من كلام الله أو من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي لا يخلو غالبًا من اسم أو أكثر من أسماء الله تعالى.
ومتى وجدت أوراق أو صحف أو مجلات فيها شيء من أسماء الله -تعالى- أو كلامه رأس> فعلى من وجدها رفعها واحترامها، فقد قال الله -تعالى- في وصف كلامه: رسم> فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ قرآن> رسم> ؛ أي: هذا أصلها وما يجب أن تكون الفروع، ثم إن إهمالها وإلقاءها في الزبالات ومع الأوساخ والأقذار والنفايات يعتبر امتهانًا لكلام الله -تعالى- واحتقارًا له وتهاونًا بما أمرنا بتعظيمه، ومعلوم أن هذا التهاون والامتهان ذنب كبير يستحق فاعله العذاب إذا لم يتب ولم يعف الله عنه.
ثم نقول: إن العمل في مثل أوراق الامتحانات وما أشبهها من المعاملات والخطابات والطلبات والصحف العربية ونحوها -مما لا تخلو من أسماء الله تعالى وصفاته- أن تصان وتحفظ في مكان نظيف طاهر، ومتى استغنى عنها فإما أن تحرق، حتى لا تبقى ممتهنة، أو تدفن في موضع طاهر بعيد عن الامتهان، أو تتلف بالآلات التي تمزقها وتقطعها قطعًا صغيرةً، حتى لا تبقى ظاهرة مشاهدة.
ثم إن هناك في أكثر البلاد صناديق كبيرة مخصصة لجمع المجلات والأوراق التي يكتب فيها البسملة ونحوها، فهذه الصناديق يحفظ فيها نحو هذه الأوراق، ثم تنقل إلى موضع تتلف فيه أو تصان عن الامتهان.
مسألة>